تطعيم الكورونا مصر يعتبر في الفترة الحالية واحد من أهم الموضوعات التي تشغل المصريين بشكل عام، فكل ما يتعلق بـ تطعيم الكورونا مصر يهم الكبير والصغير، من سبق له الإصابة ومن يعرف مدى سوء هذا الفيرس، وكذلك من يحاول حماية نفسه ضد هذا المرض اللعين، لكن للأسف وبناء على تجربتي الشخصية وتجارب الكثيرين من حولي تأكدت أن تطعيم الكورونا مصر ما هو إلا حلقة جديدة من حلقات سوء الإدارة، والإهانة للمواطنين وتعذيبهم.
تطعيم الكورونا مصر
يتم إعطاء المواطنين تطعيم الكورونا مصر في مكاتب وزارة الصحة، والتي تقدم العديد من الخدمات للمواطنين.
خدمات مكاتب الصحة
مكاتب وزارة الصحة المصرية منتشرة في كافة المحافظات، وكل محافظة مقسمة إلى عدة أحياء، يوجد في كل حي ما بين مكتب إلى 6 مكاتب صحة، كلها تعمل على تقديم العديد من الخدمات، وخدمات مكاتب الصحة مهمة للجميع، ولا يمكن الاستغناء عنها، وأفضل ما في الأمر أن كل خدمات مكاتب الصحة إما تقدم مجانًا أو تقدم بمقابل بسيط للغاية، ومن أبرز خدمات مكاتب الصحة:
1. تقييد المواليد واستخراج شهادات الميلاد.
2. القيام بكشف السمع للمواليد مجانًا
3. تطعيم الأطفال التطعيمات الدورية من سن شهرين إلى السنة والنصف
4. أغلب التخصصات الطبية التي تحتاج إليها كل أسرة، مثل النساء والتوليد، الأطفال، التغذية.
5. خدمات تنظيم الأسرة وصرف كافة أدوات تنظيم الأسرة بأشكالها مجانًا، مثل الأقراص المانعة للحمل، اللولب، الرقعة الطبية، الحقن الطبية، وغيرها
من الوسائل الأخرى. نضيف على كل ما سبق من خدمات مكاتب الصحة تطعيم الكورونا مصر.
تجربتي المريرة في تطعيم الكورونا مصر
بداية سجلت في الموقع الرسمي لوزارة الصحة والسكان المصري- يمكنك أن تعرف الطريقة من هنا وللتسجيل من هنا- يوم الخامس والعشرين من مايو2021، ولكن لم أتلق رد طوال أربعة شهور، لم أتعجل الأمر وحاولت أن أحصل على اللقاح من خارج الوزارة حتى وإن كان بمقابل مادي، ولكن للأسف لم أتمكن من الوصول إلى نتيجة، فما كان مني إلا مزيدًا من الانتظار.
في يوم الجمعة السابع عشر من سبتمبر الجاري وصلت إلى هاتفي رسالة نصية في تمام الثالثة وخمسة وخمسون دقيقة، بضرورة التوجه في نفس اليوم بين التاسعة صباحًا إلى الثالثة مساءً لمكتب الصحة البحرية في العجمي، على الرغم من أن هذا المكان يبعد كثيرًا عن منزلي ولكن لا بأس. توجهت في صباح الأحد التاسع عشر من سبتمبر إلى مكتب الصحة المذكور، كان الوضع كالتالي، ازدحام شديد في الخارج، المبنى مغلق ببوابة حديدية يقف عليها أحد موظفي مكتب الصحة، وبجواره يقف شخص متطوع لكتابة الأسماء، كان لديه كشفين وكلاهما امتلئ على أخره بالأسماء.
أحضر الموظف كشف ثالث وتولى المهمة شاب من الواقفين، كان أول رقم في هذا الكشف 187 من نصيب هذا الشاب، سجلت اسمي بعده وحصلت على رقم 191، انتظرت لوقت طويل حتى جاءت الحادية عشر، حاولت أن أشغل وقتي بالهاتف، ولكنني لمحت هذا الشاب صاحب رقم 187 يخرج، فتوجهت إليه وفور أن رآني أخبرني أن اسمه ذكر وقد حصل على اللقاح بالفعل. تخيلت أنه حان دوري فتوجهت إلى داخل المبنى لأجد أكثر من مئة شخص يقفون في مساحة لا تتعدى الثلاثة أمتار، سألت الحضور عن الرقم الذي وصلوا إليه في الكشوف وكانت الإجابة 100، سألت كيف ورقم 187 قد خرج للتو؟ لم أجد إجابة!
وقفت مع الآخرين، أرتدي قناع الوقاية وأشعر أن الهواء ينفذ من صدري، كيف لنا أن نعامل بهذا الشكل! ثلاثة ساعات كاملة مرت ونحن ننتظر على هذا
الحال، وكلما نسأل نجد أن الرقم كما هو لم يتغير، ثلاثة ساعات لم تتحرك سيدة من مكانها أو تتلقى اللقاح!! نظرت بتدقيق إلى الأشخاص المتواجدون، لم أجد أي رجل من الذين كانوا متواجدين من ثلاثة ساعات، مهلًا لابد أن هناك أمرًا ما، وقفت لكي أراقب الأمر، وأتضح أن الشخص الذي تطوع أن ينادي أسماء المواطنين قرر أن ينادي على الرجال ويترك السيدات، والمبرر في هذا أن” الرجال لديهم أعمال، أما النساء فهن ربات بيوت لا بأس أن ينتظروا مزيدًا من الوقت”
بدأت أهتف فيه بأعلى صوت تمكنت من أن أتحدث به، ساندتي آخريات، صرخنا في هذا الرجل إن كان يمكننا أن نطلق عليه مسمى الرجل، هتفنا وتحدثنا وطالبنا بحقنا في أن نأخذ اللقاح بالأسم والرقم، خاف الرجل من أصواتنا خاصة أن قسم الشرطة مجاور لمكتب الصحة، فأعطى الكشف إلى أحدى السيدات. حين أمسكنا بالكشف بدأت أحدى السيدات ترتبنا للدخول إلى مكتب تلقي اللقاح، بدأت تنادي على الأرقام من 120 إلى 280، كل هؤلاء السيدات واقفات، أما الرجال في التسلسل فقد تم تطعيمهم قبل حتى أن نصل إلى الكشوف.
لم أشعر باحتقار لشخص أكثر من هذا الشخص، تخيل عزيزي القارئ أنه قرر أن يترك أكثر من 100 سيدة لكي يريح الرجال!! تخيل أن تجد سيدة تحمل طفلها الذي لم يتعدى شهور في هذا الزحام الشديد فينام طفلها فتجلس إلى السلم وتنام هي الأخرى من التعب والجهد، تخيل أن تنتظر لمدة 7 ساعات متواصلة لتحصل على التطعيم لمجرد أنك سيدة في مجتمع لا يعرف للرجولة معنى!
لا تفهمني بشكل خاطئ، أنا لا أخبرك أنني أريد معاملة مختلفة لأنني سيدة وأدعم السيدات، ولكنني كنت أبحث عن معاملة عادلة منصفة، نصرخ دائمًا بالظلم الذي نتعرض له من الموظفين، ولكن ماذا عن الظلم الذي نتعرض له من بعضنا البعض!! ماذا عن إنعدام الرحمة في قلوبنا! ماذا عن إنعدام الإنسانية!! انتهيت من تلقي اللقاح في تمام الرابعة وخمسة وأربعون دقيقة، أي بعد حضوري إلى مكتب الصحة بسبع ساعات كاملة، لا أملك في عقلي أو قلبي غير قول ” حسبنا الله ونعم الوكيل”
ملحوظة.. لا يمكنني لوم مكاتب الصحة في مصر أو العاملين فيها، فالطاقم الطبي لكل مكتب لم يتغير، أو يزد عليه أشخاص، ولكن زادت كمية العمل، زادت ساعات العمل، زادت المهمات. لا أعلم من هو الضحية في هذه الدائرة المفرغة، لا أعلم على من ألقي لومي، ولكن ما أعلمه جيدًا أن رحلة تلقي تطعيم كورونا مصر لم تكن أبدًا للحماية والوقاية، ولكنها كانت رحلة إذلال وإهانة وتعذيب.
أخيرًا لا تتخيل عزيزي القارئ أن هذا الحال في مكتب الصحة الذي توجهت إليه أنا فقط، فلقد عرفت من مصادري أن هذا هو الحال في أغلب مكاتب الصحة على مستوى جمهورية مصر العربية!